علاج النحافة عند النساء

تُعد النحافة من المشكلات الصحية التي تؤثر على العديد من النساء في مختلف الفئات العمرية، وتعتبر مصدر قلق حقيقي خاصةً عندما تكون مرتبطة بنقص التغذية أو مشاكل صحية مزمنة. تؤدي النحافة المفرطة إلى ضعف المناعة، وتساقط الشعر، واضطرابات في الدورة الشهرية، وتراجع القدرة على أداء الأنشطة اليومية بكفاءة، مما يجعل علاجها أمرًا ضروريًا للحفاظ على صحة الجسم والتوازن الهرموني. يتطلب علاج النحافة عند النساء اتباع استراتيجيات غذائية وصحية دقيقة تعتمد على تحسين العادات الغذائية، وممارسة التمارين الرياضية المناسبة، ومعالجة الأسباب الطبية الكامنة.

تعريف النحافة عند النساء

يتم تشخيص النحافة عندما يكون مؤشر كتلة الجسم (BMI) أقل من 18.5 كجم/م². يُستخدم هذا المؤشر لقياس مدى ملائمة وزن الجسم لطوله. تعني النحافة أن الجسم لا يحتوي على كمية كافية من الدهون أو الكتلة العضلية لتلبية احتياجاته الفسيولوجية والوظيفية.

مؤشر كتلة الجسم (BMI) وجدول التصنيف

أسباب النحافة عند النساء

تعاني النساء من النحافة لأسباب متعددة تتداخل فيها العوامل الوراثية، والنفسية، والغذائية، والهرمونية. ومن أبرز هذه الأسباب:

1. العوامل الوراثية

تلعب الجينات دورًا رئيسيًا في تحديد شكل الجسم ومعدل الأيض. قد تكون النحافة سمة عائلية يصعب التخلص منها، حيث يملك بعض الأشخاص معدلات حرق عالية للطاقة بشكل طبيعي.

2. اضطرابات الشهية

تشمل فقدان الشهية العصبي أو العادات الغذائية غير المنتظمة، والتي تؤدي إلى انخفاض تناول السعرات الحرارية اللازمة لبناء الجسم.

3. الأمراض المزمنة

تؤثر الأمراض مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، ومرض السكري من النوع الأول، وأمراض الجهاز الهضمي مثل الداء البطني (السيلياك) وسوء الامتصاص على قدرة الجسم على الاحتفاظ بالوزن.

4. الاضطرابات النفسية

تلعب القلق المزمن، والاكتئاب، واضطرابات الأكل دورًا محوريًا في فقدان الشهية وضعف الرغبة في تناول الطعام.

5. النشاط البدني المفرط

قد تفرط بعض النساء في ممارسة التمارين الرياضية المكثفة، خاصة تمارين الكارديو، مما يؤدي إلى حرق كميات كبيرة من السعرات الحرارية دون تعويضها بشكل كافٍ.

6. مشكلات هرمونية

قد تسبب اضطرابات الهرمونات الجنسية أو خلل الغدة الكظرية اختلالًا في الوزن وقدرة الجسم على تخزين الدهون.

مضاعفات النحافة عند النساء

النحافة المفرطة لا تؤثر فقط على الشكل الجسدي، بل تمتد تأثيراتها إلى الصحة العامة وأداء الأعضاء الحيوية. ومن أخطر هذه المضاعفات:

• ضعف جهاز المناعة وزيادة خطر الإصابة بالعدوى.

• اضطرابات الدورة الشهرية وانقطاع الطمث المبكر.

• هشاشة العظام نتيجة نقص الكالسيوم وفيتامين د.

• تساقط الشعر وضعف الأظافر وجفاف البشرة.

• انخفاض الطاقة والشعور بالتعب المستمر.

• ضعف التركيز واضطرابات المزاج.

• صعوبة في التعافي من الأمراض أو الجروح.

خطوات علاج النحافة عند النساء

يتطلب علاج النحافة برنامجًا شاملًا يراعي الاحتياجات الغذائية الخاصة، ويعزز العادات الصحية اليومية، ويدعم الصحة النفسية. يعتمد العلاج على الخطوات التالية:

1. تقييم الحالة الصحية العامة

يجب إجراء تقييم طبي شامل يتضمن:

• تحليل الدم الكامل لفحص فقر الدم ونقص العناصر الغذائية.

• فحص الغدة الدرقية لاستبعاد فرط نشاطها.

• تقييم صحة الجهاز الهضمي للتأكد من عدم وجود أمراض سوء الامتصاص.

• مراجعة العادات الغذائية والنفسية.

2. زيادة السعرات الحرارية اليومية

ينبغي زيادة كمية السعرات الحرارية المستهلكة تدريجيًا بمعدل يتراوح بين 300 و500 سعر حراري إضافي يوميًا للوصول إلى زيادة آمنة في الوزن. من الأفضل التركيز على الأغذية عالية الكثافة الغذائية التي تقدم سعرات حرارية وفوائد صحية في الوقت ذاته.

3. تناول وجبات صغيرة ومتكررة

يساعد تقسيم الطعام إلى خمس أو ست وجبات صغيرة يوميًا على تحسين الشهية وزيادة استهلاك السعرات الحرارية بدون الشعور بالامتلاء أو الانزعاج.

4. التركيز على الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية

من المهم اختيار الأطعمة التي تجمع بين السعرات الحرارية العالية والقيمة الغذائية، ومن أبرزها:

• المكسرات والبذور مثل اللوز والجوز والكاجو.

• زبدة الفول السوداني وزبدة اللوز.

• الحليب كامل الدسم ومنتجاته.

• الزيوت الصحية مثل زيت الزيتون وزيت جوز الهند.

• اللحوم الحمراء والأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة.

• الحبوب الكاملة مثل الشوفان والأرز البني.

• الفواكه المجففة مثل التمر والزبيب والتين المجفف.

• العصائر الطبيعية المركزة كعصير الموز بالحليب.

5. دعم النظام الغذائي بالمكملات الغذائية

قد يتطلب الأمر استخدام مكملات الفيتامينات والمعادن خاصة في حال وجود نقص موثق مثل الحديد، والزنك، وفيتامين ب12، وفيتامين د. كما يمكن إضافة مكملات البروتين لتحفيز بناء الكتلة العضلية.

6. ممارسة تمارين القوة

التركيز على تمارين المقاومة ورفع الأثقال يساعد في بناء العضلات بدلاً من تراكم الدهون غير الصحية. يجب تجنب الإفراط في تمارين الكارديو التي تؤدي إلى فقدان المزيد من السعرات الحرارية.

7. علاج المشكلات النفسية

يُعد الدعم النفسي ضرورياً خاصةً إذا كانت النحافة مرتبطة باضطرابات الشهية أو الاكتئاب أو القلق المزمن. ينصح باللجوء إلى معالج نفسي متخصص لعلاج الأسباب العميقة المرتبطة بفقدان الشهية.

8. المتابعة الطبية المستمرة

تتطلب خطة علاج النحافة متابعة دورية مع الطبيب وأخصائي التغذية لمراقبة التقدم وضمان تحقيق زيادة وزن صحية ومتوازنة.

أفضل الأطعمة لعلاج النحافة عند النساء

يتطلب النظام الغذائي لعلاج النحافة التركيز على مزيج متكامل من البروتينات، والكربوهيدرات، والدهون الصحية، وفيما يلي أبرز الأطعمة التي ينصح بتناولها بانتظام:

البروتينات

• صدور الدجاج المشوية.

• اللحوم الحمراء الغنية بالدهون الصحية.

• الأسماك الدهنية مثل السردين والسلمون.

• البيض الكامل.

• منتجات الألبان كاملة الدسم.

• البقوليات مثل العدس والحمص والفول.

الكربوهيدرات المعقدة

• الأرز البني.

• الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة.

• البطاطا الحلوة.

• الشوفان.

• المكرونة الكاملة.

الدهون الصحية

• الأفوكادو.

• زيت الزيتون البكر.

• زيت جوز الهند.

• المكسرات مثل الجوز واللوز.

• زبدة الفول السوداني.

الفواكه والخضروات

• الموز.

• التمر.

• الزبيب.

• المانجو.

• البطاطا.

• البروكلي.

• السبانخ.

جدول غذائي مقترح لعلاج النحافة عند النساء

نصائح إضافية لزيادة الوزن بطريقة صحية

• الحرص على شرب العصائر الطبيعية بدلاً من المشروبات الغازية التي لا تقدم قيمة غذائية.

• تجنب تناول الوجبات السريعة التي تؤدي إلى تراكم الدهون الضارة.

• تناول المكملات الغذائية بعد استشارة الطبيب فقط.

• تجنب السهر المفرط لضمان انتظام الهرمونات وزيادة الشهية.

• شرب كميات كافية من الماء لدعم عملية الهضم.

مدة العلاج والتوقعات الواقعية

يتطلب علاج النحافة وقتًا وصبرًا، حيث أن الزيادة الصحية في الوزن تتراوح عادة بين 0.5 إلى 1 كيلوغرام أسبوعياً. من غير الصحي محاولة زيادة الوزن بشكل سريع لأن ذلك قد يؤدي إلى تراكم الدهون في أماكن غير مرغوبة أو ظهور مشاكل هضمية. بالتزامن مع التغذية السليمة والنشاط البدني المناسب، يمكن للمرأة الوصول إلى الوزن المثالي خلال عدة أشهر بطريقة آمنة ومستدامة.

الخلاصة

علاج النحافة عند النساء يتطلب استراتيجية شاملة تأخذ في الاعتبار العوامل الطبية والنفسية والغذائية. تحقيق نتائج فعالة يستدعي الالتزام بنظام غذائي متوازن غني بالعناصر الغذائية ذات الكثافة العالية، وممارسة تمارين القوة لبناء الكتلة العضلية، والاهتمام بالعلاج النفسي في حال وجود اضطرابات مرتبطة بفقدان الشهية. بالمتابعة المستمرة والالتزام بخطة علاجية متكاملة، يمكن التغلب على النحافة واستعادة الوزن الصحي والحصول على جسم قوي ومتوازن.

المراجع

• Mayo Clinic. “Underweight: Causes, Symptoms, and Treatment.”

• National Institutes of Health (NIH). “Nutrition and Weight Status.”